أنواع البصمات الأخرى لدى الإنسان
تمهيد وتقسيم :
أحدث اكتشاف علم البصمات ثورة علمية فى مجال وسائل الكشف عن الجريمة ، وقد اعترفت معظم التشريعات الوضعية فى العالم ببصمات الأصابع كدليل لا يحمل الشك أو التاويل ، إلا أن هناك من البصمات ما تتجاوز بصمة الأصابع ، كبصمة العين وبصمة الصوت وبصمة الأذن وبصمة الرائحة وما إلى ذلك[1].
ونظراً لأن الإنسان في حقيقته مجموعة من البصمات والإنفرادات التي ُتميزه عن غيره ، وهذه البصمات والعلامات الكثيرة ، يكفى واحدة منها لتميزه عن غيره ، فقد كان لزاماً ونحن بصدد الحديث عن البصمة الوراثية أن نعرض لبعض بصمات الإنسان التي ُخِلقت معه وسُتدفن معه ، والله عز وجل هو القادر وحده على إعادتها إليه بعد أن يكون قد بلى وأصبح تراباً تذوره الرياح[2].
وقد انتهى العلم في هذا الصدد إلى ما ُيسمى باسم " هندسة اليد " للتعرف على الهوية ، حيث يتم إدخال اليد في جهاز يقيس الأصابع وكف اليد بدقة ، لان كف كل شخص له سماته الخاصة وهى أشبه بسمات الأصابع مع التعرف على الأوردة خلف راحة اليد. وهى دلائل تأكيدية لبصمة اليد والأصابع.
كما أن التوقيع على الأوراق والمستندات والشيكات له سماته الشكلية والهندسة المميزة ، لا سيما وأن بصمة توقيع الإنسان لا يتعرف عليها من خلال الشكل الظاهري لها فقط ، لوجود أجهزة تتعرف على التوقيع وشكله وطريقة ووقت ونقاط الكتابة وسرعة القلم[3].
والآن يوجد التوقيع الرقمي " الالكتروني " حيث يوقع الشخص فوق قرص رقمي أو باستعمال قلم خاص ، ويمكن التوقيع على الانترنت على الوثائق أو العقود[4].
إضافة إلى ذلك فإن لكل شخص طريقته التى تميزه فى السير ويمكن تفحص ذلك من خلال التصوير بالفيديو أو قياس ذبذبات الأرض أثناء المشي للتعرف على هوية الشخص ، وهذا علم كان لدى العرب يسمونه " بالقيافة ".
والآن تجرى الأبحاث للتعرف على سمات الأشخاص من خلال سمات الوجه ففي المطارات سوف يخضع المشتبه بهم لأجهزة التعرف على ملامح وجوههم ، وهناك أجهزة تصور المتواجدين بصالات المطارات للتعرف على المجرمين المسجلين من خلال أنوفهم وعيونهم وأفواههم وهذه ملامح لا تتغير مع الوقت أو بالسن.
كما يتم تحليل صورة الوجه من خلال فحص حوالي 50 نقطة حول الأنف والفم والحاجبين وبعض أجزاء الوجه ، ويرصد الجهاز المصور الشخص من حركة رأسه ، إلا إن التوائم المتطابقة والأشخاص الذين يطلقون لحاهم أو يزداد وزنهم يشكلون عائقاً للكشف عن شخصياتهم ، وفى ماليزيا والعديد من الدول يتم تصوير كل شخص عند تسليمه حقائبه بالمطارات.
ولما كانت البصمات بصفة عامة ، وبصمات الأصابع بصفة خاصة قد مرت بمراحل متعددة استغرقت سنوات طويلة من الفحص والدراسة ، حتى وصلت إلى ما هى عليه الآن من مكانة عالية فى مجال الإثبات الجنائى ، لذلك كان لا بد لهذه الأنواع الأخرى من بصمات غير الأصابع أن تجتاز هى الأخرى مثل هذه المراحل الزمنية للحكم عليها ، كى تصبح من الأدلة المادية ذات المكانة العلمية المعترف بها قانوناً وفقهاً وقضاءً.
وسوف نبين لمحة مختصرة عن أنواع البصمات الأخرى المختلفة للإنسان فى سبعة فروع ، فى الفرع الأول نتناول بصمة البنان ، وفى الفرع الثانى بصمة الرائحة ، وفى الفرع الثالث بصمة الشفاة ، وفى الفرع الرابع بصمة العرق ، وفى الفرع الخامس الشعر والأذن ، وفى الفرع السادس بصمة العين ، وأخيراً فى الفرع السابع بصمة الصوت.
الفرع الأول
بصـمة البنــان
عرف الصينيون واليابانيون بصمة الإصبع منذ ثلاثة آلاف سنة فى ختم العقود والمواثيق ، وقد أشار القرآن الكريم إلى حقيقة الإختلاف بين البشر فى بصمات الأصابع ، فالبنان هو نهاية الإصبع ، وقد قال الله تعالى: " أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ " [5].
وقد توصَّل العلم إلى سر البصمة في القرن التاسع عشر، وبيّن أن البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات ، وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية ، وتتمادى هذه الخطوط وتتلوَّى وتتفرَّع عنها فروع ، لتأخذ في النهاية في كل شخص شكلاً مميزاً[6].
كما ثبت أنه لا ُيمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة ، ويتمّ تكوين البنان في الجنين في الشهر الرابع ، وتظل البصمة ثابتة ومميزة له طيلة حياته ، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقاربًا ملحوظًا ، ولكنهما لا تتطابقان أبدًا ؛ ولذلك فإن البصمة تعد دليلاً قاطعًا ومميزًا لشخصية الإنسان ومعمولاً به في كل بلاد العالم ، ويعتمد عليها القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص. وقد يكون هذا هو السر الذي خصص الله - تبارك وتعالى- من أجله البنان ، وفي ذلك يقول العلماء : " لقد ذكر الله البنان لتذكيرنا إلى عظيم ُقدرته حيث أودع سرًّا عجيبًا في أطراف الأصابع ، وهو ما نسميه بالبصمة "[7].
الفرع الثانى
بصمة الرائحة
لكل إنسان بصمة لرائحته المميزة التي ينفرد بها وحده دون سائر البشر أجمعين والآية تدل على ذلك قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ) [8] ، إننا نجد في هذه الآية تأكيداً لبصمة رائحة سيدنا يوسف عليه السلام التي ُتميِّزه عن كل البشر، وقد استغلت هذه الصفة المميزة أو البصمة في تتبع آثار أي شخص معين ، وذلك باستغلال بعض أنواع من الكلاب البوليسية المدربة لشم الأثر المادى الذى يتركه الجانى بمحل الحادث[9].
أما عن الأساس العملى الذى ُيمكن رد بصمة الرائحة إليه ، فهو أن الإحساس بالروائح يأتى عن طريق حاسة الشم ، لأنها تنتقل فى صورة أبخرة ، ومن الحقائق الثابتة أن الأبخرة التى تنبعث من شيىء ما تتألف من جملة مكونات مختلفة تتنوع باختلاف مصادرها.
كما أنه من الثابت علمياً أن أسطح الأشياء هى بطبيعتها حقل خصب لنمو الكائنات الدقيقة التى تتغذى على الماء والشوائب العالقة بالهواء ، وكذلك على المواد العضوية التى تدخل فى تركيب هذه الأسطح ، وأن ما يميز هذه الكائنات الدقيقة يرجع إلى السطح الذى تعيش عليه ، وإلى البيئة المحيطة بهذا السطح ، وتعد الروائح المنبعثة من الناس والعرق من أوضح الأمثلة على ضرورة توافر الكائنات الدقيقة والشوائب العالقة بالهواء الجوى لكى تتوافر هذه الروائح[10].
كما تم تصميم أجهزة للاستعاضة بها عن أسلوب الكلاب البوليسية التقليدى ، حيث إن الأبخرة المنبعثة من الأجسام لا تتلاشى إلا بمرور فترة طويلة قد تمتد إلى بضعة أشهر[11].
الفرع الثالث
بصمة الشفاه
ثبت علمياً أن لبصمة الشفاه صفة مميزة لدرجة أنه لا يتفق فيها اثنان في العالم [12]، وتؤخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز به حبر غير مرئي حيث يضغط بالجهاز على شفتى الشخص بعد أن يوضع عليها ورقة من النوع الحساس فتطبع عليها بصمة الشفاه ، وقد بلغت الدقة في هذا الخصوص إلى إمكانية أخذ بصمة الشفاه حتى من على ُعقب السيجارة ، كما ثبت كذلك أن بصمات الشفاه لا تتغير مع تقدم السن[13].
وقد دلت مراقبة بصمات الشفاه لدى التوائم بأنها تكون دائماً قريبة التشابه إلى أقصى حد ممكن ، وأن خواصها موروثة عن طريق الأب أو الأم[14].
الفرع الرابع
بصــمة العـــرق
أمكن تحليل عرق الأشخاص بواسطة التحليل الطيفى للتعرف على عناصره ، حيث ثبت أن لكل شخص بصمة عرق خاصة به تميزه ، وُتعد رائحة العرق أحد الشواهد في مكان الجريمة ، لهذا تستخدم الكلاب البوليسية في شمها والتعرف على المجرم من رائحته الموجودة على مسرح الجريمة ، كما تعتبر بصمة العرق هامة جداً في التعرف على بصمات الأصابع المستخدمة في العديد من التطبيقات الأمنية ، ورفع كفاءة هذه النظم إلى مستويات عالية[15].
ويعتمد العلماء في المجال الامنى والجنائي على قراءة بصمات الأصابع والتي يمكن خداعها من خلال إخفاء هذه البصمات باستخدام المادة الملونة التي يستخدمها الأطفال في عمل أشكال ونماذج الألعاب أو باستخدام الجيلاتين أو ارتداء قفاز بلاستيكي يأخذ شكل اليدين، ولذلك فقد قام الباحثون بتزويد هذه البرامج بشفرة تبحث عن وجود بصمة للعرق الذي يفرزه الجسم فانخفضت احتمالات خداعها إلى 10% فقط بدلا من 90%[16].
وقد أضاف الدكتور " ستيفانى شاكرز " بجامعة كلارك سون بتطوير جزء إضافى يلحق ببرامج قراءة البصمات ومهمته اكتشاف بصمة العرق من خلال تتبع مسار الرشح عند قراءة صورة بصمات الأصابع وهو ما لا يحدث في أصابع الموتى[17].
الفرع الخامس
بصمة الأذن والشعر
يولد الإنسان وينمو وكل ما فيه يتغير إلا بصمة أذنه ، فهي البصمة الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادته وحتى مماته[18]، ولذك كان لبصمة الأذن أهمية كبيرة ، حتى أن علماء بريطانيين طوروا نظام كومبيوتر يسمح بالتعرف على بصمة الأذن بالسهولة نفسها[19].
كما قرر العلماء " أنهم عادوا لهذا الأسلوب أساساً لتسريع وتحديث الأمر بدرجة كبيرة " ، عندما أنتجوا نظام كومبيوتر للتعرف على بصمة الأذن إلى جانب ُنظم التعرف على بصمة الأصابع ، وبدلاً من مضاهاة صور الآذان بشكل يدوى ، فقد تم توفير نظام ُيمَكِّن المحققون من البحث في قاعدة معلومات خاصة ببصمات الآذان ، حيث أوضح هؤلاء الباحثون أنه من السهل أخذ بصمات الأذنين ، لأن المجرمين يرتدون القفازات عادة ، لكنهم لا يغطون آذانهم بل ويستخدمونها للتجسس أو للاستماع من خلال وضعها على الباب أو النافذة قبل محاولة فتحها ، وكما قيل لا توجد أذنان متشابهتان[20].
أما بصمة الشعر فهي من العناصر الفعالة في عمل البصمة الوراثية ، كما أنها تميز الإنسان بدون عمل البصمة الوراثية حيث يعتبر الشعر من الأدلة القوية ، سيما وأنه لا يتعرض للتلف مع الوقت ، فيمكن من خلاله التعرف على هوية الضحية أو المجرم ، وقد أخذ دليل بصمة الشعر أمام المحاكم عام 1950م[21].
وتوضع عينة الشعر في قلب مفاعل نووي ليطلق النيترونات عليها فتتحول كل العناصر النادرة بالشعر إلى مواد مشعة حتى ولو كانت نسبة المادة جزءاً من بليون جزء من الجرام ، وفى كل شعرة يوجد 14 عنصراً نادراً ، وواحد من بين بليون شخص يتقاسم تسعة عناصر من هذه العناصر.ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ما زالت الجهود فى هذا المجال مستمرة ومتصلة من علماء تحقيق الشخصية والتشريح لإجراء الدراسات والبحوث العلمية والفنية لبحث مدى امكانية الاستفادة من هذه البصمات فى المجالات المختلفة خاصة فى مجال التحقيق والبحث الجنائى[22].
الفرع السادس
بصمة العين
هى بصمة ابتكرتها إحدى الشركات الأمريكية لصناعة الأجهزة الطبية ، وقد أكدت الشركة أنه لا توجد عينان متشابهتان في كل شيء ، حيث يتم أخذ بصمة العين عن طريق النظر في عدسة الجهاز الذي يقوم بدوره بالتقاط صورة لشبكية العين ، وعند الاشتباه في أي شخص يتم الضغط على زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصورة المختزنة في ذاكرة الجهاز، ولا يزيد وقت هذه العملية على ثانية ونصف فقط[23].
وُيطلق على هذه التقنية "المسح الحدقي " iris scan " فهو عملية تبين فيها المميزات الخاصة بحدقة كل إنسان من أجل التعرف على شخصيته ، وتبدأ الخطوات بتصوير العين بالفيديو ، ثم تحويل ما يقرب من 266 ميزة خاصة بالحدقة من بقع وهالات ودوائر وتجاويف وغيرها إلى شفرة رقمية بقوة 512 بايت ( باستخدام علم اللوغاريتمات )[24].
ويتجه العالم الآن إلى استخدام " بصمة الحدقة " في جميع مؤسساته من بنوك ووزارات ومطارات بل وفى السجون العمومية[25].
فالمسح الحدقي يتميز عن غيره من الوسائل بعدم وجود حدقتين متشابهتين في حدق البشر حتى في التوائم المتماثلة ، بل إن الحدقة اليمنى ذاتها مختلفة عن اليسرى في الشخص الواحد ، بالإضافة إلى أن رسم الحدقة ثابت طوال العمر ، حيث يتكون رسمه بعد 6 أشهر من الولادة ويثبت بعد سنة من العمر ويستمر في ثباته حتى الوفاة.
إضافة إلى ما سبق فإن التعرف على البصمة الحدقية للشخص لا يأخذ إلا ثواني معدودة ، حيث أن تسجيل البصمة لأول مرة لا يأخذ أكثر من ثلاث دقائق ، والنظارات والعدسات اللاصقة حتى الملونة منها لا تؤثر على المسح ، وهذه العملية لا تحتاج إلى التصاق مباشر بالكاميرا ، فلا تحتاج سوى بعض التعاون من الشخص فالإحصائيات تقول إنه يوجد " واحد " من كل " ثمانية " أشخاص شعر ببعض القلق البسيط عندما تعامل مع الجهاز لأول مرة فقط ، ومن المتوقع أن يكون لهذا الجهاز دور كبير فى المجالات الطبية بجانب تحقيق شخصية الأفراد ، كذلك فى أعمال المؤسسات المصرفية والعسكرية والأماكن المحظور دخولها إلا لأشخاص معينين ، خاصة إن لهذا الجهاز ذاكرة تتسع لصور (1200) شبكية للعين[26].
وعلى الرغم من ذلك لم يتم استخدام بصمة العين كدليل يعتمد عليه فى الاثبات أو فى الكشف عن الجرائم ، لذلك فليست لها حجية فى القانون المصرى أو القانون المقارن.
الفرع السابع
بصمة الصوت
تعتمد هذه التقنية على الأحبال الصوتية وتجويف الأنف والفم ، حيث يتحكم فيها نبرات وطبقات الصوت والتي لا يمكن تقليدها ، وهذه التقنية شائعة في البيوت بأمريكا ، فعندما يتكلم الشخص بكلمة معينة يفتح له الباب أتوماتيكياً ، لأن الجهاز يتعرف على نبرات صوته ويسجلها بذبذبة ترددية واحد على ألف من الثانية[27].
ويحدث الصوت في الإنسان نتيجة اهتزاز الأوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضلات المجاورة التي تحيط بها " تسعة " غضاريف صغيرة تشترك جميعاً مع الشفاه واللسان والحنجرة لتُخرج نبرة صوتية ُتميز الإنسان عن غيرة وفي الآيـة الكريمة " حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " [28] ، فقد جعل الله بصمة صوت سيدنا سليمان ُمميزة لتتعرف عليه النملة وتميزه ، كذلك جعل الله لكل إنسان نبرة أو بصمة صوته المميزة ، وقد استغل البحث الجنائي هذه البصمة في تحقيق شخصية الإنسان ، حيث يمكنهم تحديد المتحدث حتى ولو نطق بكلمة واحدة ، ويتم ذلك بتـحويل رنين صـوته إلي ذبـذبات مـرئية بـواسطة جـهاز تحليل الصوت " الإسكتروجرالف "[29].
والهدف من اكتشاف هذه التقنية حماية صاحب البصمة عند التسوق بواسطة الهاتف ، فإن العامل أو جهاز التسجيل يتلقي رقم البطاقة الائتمانية والمعلومات حول التحقق من الشخصية ، وهذه المعلومات ُيمكن إستغلالها في السطو علي حساب الشخص في البنك وسحب أموال علي بطاقته دون علمه ، لذلك أضيفت بصمة الصوت عن طريق جهاز خاص ، فلا يمكن لأي شخص لديه هذه المعلومات سحب أي أموال[30].
وتستخدم تلك التقنية الآن العديد من البنوك في أوربا حيث ُيخصص لبعض العملاء خزائن لا ُتفتح إلا ببصمة الصوت[31].
وتعتمد مشروعية الإسناد فى نسبة الصوت المسجل إلى مصدره على عنصرين : الأول عنصر إجرائى والثانى : عنصر فنى ، أما العنصر الاجرائى فيتمثل فى صحة الإجراءات التى اتخذت بشأنه وفق القواعد الاجرائية التى تحكمه ، وأهمها صدور الاذن بتسجيل الاحاديث الخاصة من السلطة القضائية المختصة ، أما عن العنصر الفنى فيكون عن طريق سماع الصوت من قبل خبير النطق ، حيث يلعب هذا النوع من الفحص دوراً حاسماً فى تقرير حجية الإسناد ومرتبته جنباً إلى جنب مع الفحص الفيزيائى كوحدة واحدة متكاملة[32].
[1] والبصمات ما هى إلا طبعات للخطوط الحلمية البارزة التى توجد بالبشرة ، وتظهر أشكال هذه الخطوط نتيجة لوجود أقنية بينها وحى الخطوط الحلمية الغائرة ، د.محمد طه الطويل ، البصمات والعوامل المؤثرة فى حجيتها ، مجلة الأمن العام ، العدد 57 ، السنة 15 ، 15 ابريل 1972م ، ص131.
[2] د.عباس أحمد الباز ، بصمات غير الأصابع وحجيتها فى الإثبات والقضاء ، بحث ُقدم فى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون الذى عقد بالامارات بكلية الشريعة والقانون فى الفترة من 5-7 مايو 2002م، المجلد الثانى ، ص 749 وما بعدها.
[3] أول من استخدم البصمات فى التحقيقات الجنائية الصينيون ، ولم تكن فى ذلك الوقت منية على دراسة علمية ، وفى عام 1858 تعددت الدراسات والبحوث فى علم البصمات ، وتطورت مع مرور الزمن حتى ظهرت للوجود ، وأثبتت نجاحاً باهراً فى مجال التحقيق الجنائى.د.إبراهيم بن ناصر الحمود ، العلامات الوراثية وحجيتها فى الإثبات ، المرجع السابق ، ص20.
[4] وقد صدر فى مصر قانون التوقيع الإليكترونى رقم 15 لسنة 2004م منظماً لهذه المسألة.
[5] القيامة ، الآية 3 ، 4 .
[6] د.أحمد محمد عوف ، مقال منشور فى مجلة العلم الصادرة عن أكاديمية البحث العلمى ،العدد 299 ، القاهرة ، أغسطس 2001م ، ص10.
[7] د.عباس أحمد الباز ، بصمات غير الأصابع وحجيتها فى الإثبات والقضاء ، بحث قدم إلى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ، جـ2 ، ص786.
شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ، تاريخ الدخول على الموقع 21/7/2007م.
[8] سورة يوسف ، الآية 94.
[9] مدحت الجريشى ، تصحيح بعض المفاهيم حول الاستعانة بالكلاب فى الشرطة ، مجلة الأمن العام ، العدد 170 السنة 42 ، يوليو 2000م ، ص128 ، د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، رسالة دكتوراة ، أكاديمية الشرطة ، سنة 1991م ، ص373.
[10] د.محمد حازم سليم ، الرائحة والكشف عن الجريمة ، مجلة الأمن العام ، العدد 43 ، سنة 1986م، ص116.
[11] د.عدنان عبد الحميد زيدان ، ضمانات المتهم والأساليب الحديثة للكشف عن الجريمة ، رسالة دكتوراة ، جامعة عين شمس ، سنة 1983م ، ص39.
[12] د.محمد توفيق محمد ، بصمات الشفاه ، مجلة الشرطة ، العدد العاشر ، الشارقة ، شوال 1417هـ ، ص37،36.
[13] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص359.
[14] وفى بحث تقدمت به باحثتان مصريتان فى المؤتمر الأول للعلوم الطبية الشرعية بمصر سنة 1988م، أكدتا فيه أنهما أجريتا بحثهما على ألف مواطن من الإناث والذكور فى ثلاثة محافظات هى الدقهلية والغربية والمنوفية ، وقد أثبتت النتائج التى توصلتا إليها أن بصمات الشفاه تعتبر أحدث الطرق فى التعرف على مرتكبى الجرائم ، كما أكدتا أيضاً أنه لا يتفق شخصان مهما كانت درجة قرابتهما فى تماثل بصمات الشفاه ، وأن عدد الحزوز فى الشفة العيا أكثر منها فى الشفة السفلى ، وهى فى الذكور أكثر من الإناث ، وأضافتا أيضاً أنه بجانب أهمية بصمات الشفاه فى مجال البحث الجنائى يجرى الآن تشخيص نماذج من بصمات الشفاه من جهة وحدوث بعض الأمراض من جهة أخرى.د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرحع السابق ، ص362.
[15] د.عمر الشيخ الأصم ، التحليل البيولوجى للجينات البشرية وحجيته فى الإثبات ، بحث مقدم إلى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ، كلية الشريعة والقانون بالامارات ، 5-7 مايو 2002م ، المجلد الرابع ، ص1648وما بعدها.
[16] د.مصطفى محمد الدغيدى ، التحريات والإثبات الجنائى ، الطبعة الثالثة ، بدون دار نشر ، بدون سنة نشر ، ص158وما بعدها.
[17] جريدة الأهرام ، السنة 130 – العدد 43506 ، ( لغة العصر – الكومبيوتر والألعاب )، 17 من ذي الحجة 1426هـ الموافق 17يناير 2006م ، ص23.
[18] توفيق عبد السلام ، الأذن وسيلة لتحقيق الشخصية ، مجلة الأمن العام – العدد 50 – يوليو 1970م، ص155.
[19] د.عمر الشيخ الأصم ، التحليل البيولوجى للجينات البشرية وحجيته فى الإثبات ، المرجع السابق ، ص1646وما بعدها.
[20] استعانت الشرطة فى كندا بإثنين من خبراء تحقيق الشخصية لمعاينة حادث إقتحام بعض اللصوص لأحد النوادى ومحاولة كسر خزينة النادى ، حيث فشلوا فى فتحها مكتفين بسرقة بعض السجائر والأشياء غير الثمينة من داخل النادى ثم انصرفوا بعد ذلك.قام الخبراء الفنيين باتخاذ الخطوات التقليدية لرفع البصمات من السطح المعدنى للخزينة ، إلا أنهم اكتشفوا أن اللصين كان يتمتعان بالحرص حيث أنهما استخدما قفازات ، إلا أنهم عثروا بدلاً من ذلك على طبعة أذن يبدوا أن أحد الجناة كان يتصنت – حال فتح الخزينة – على صوت قفل الخزينة ، وقد تم تصوير بصمة هذه الأذن وأحتفظت بها الأجهزة الشرطية المعنية بغرض الاستعانة بها فيما بعد لإجراء المضاهاة إن أمكن تحقيق ذلك فى المستقبل ، ثم ضبط أحد المشتبه فيهم ، وكانت آثار حذائه ممائلة لآثار حذاء عثر عليها فى محل الحادث ، كما عثر فى جيبه على بعض السجائر المسروقة ، وقد أصر المتهم على الإنكار مما أضطر المحقق معه إلى مضاهاة بصمة أذنيه اليمنى واليسرى بالبصمة المرفوعة من محل الحادث ، فانطبقت إحداها عليه ، وبمواجهة المشتبه فيه بذلك انهار واعترف بارتكابه هذه الجريمة وبخمس جرائم أخرى ، وبذلك دخلت بصمة الأذن عالم البصمات لأول مرة".بصمة الأذن – مجلة الشرطة المصرية – العدد الثانى – مارس 1979م – ص43.
[21] د.محمد توفيق محمد ، بمسرح الجريمة شعرة واحدة هل تكفى ، مجلة الشرطة ، الامارات العربية المتحدة ، الشارقة ، العدد 7 ، 1417هـ ، ص41،40.
[22] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص355 ، د.مصطفى عبد اللطيف كامل ، فحص الشعر فى الأدلة الجنائية ، مجلة الأمن العام والقانون ، كلية شرطة دبى ، السنة الثانية ، العدد الأول ، يناير 1994م ، ص218-251 ، د.أحمد أبو القاسم ، الدليل المادى ودوره فى الإثبات الجنائى الإسلامى ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1991م ، ص375.
[23] بدأت المملكة العربية السعودية فى إعداد قاعدة بيانات عن طريق بصمة العين ، وقد حدث ذلك مع الباحث أثناء دخوله لمطار الملك عبد العزيز الدولى بجدة فى 11/4/2008م ، حيث طلب موظف الجوازات بالمطار أن يضع الباحث يده على جهاز للبصمة ، ثم باستخدام كاميرا معينة تم أخذ بصمة العين للباحث ، وبالاستفسار من القائم بتلك العملية أفاد بأن هذا النظام سيُمكن وزارة الداخلية وخاصة فى الموانى والمطارات من التعرف على بيانات الشخص خاصة المقيمين والمستثمرين - بالإضافة إلى أفواج الحجيج والمعتمرين – بمجرد النظر إلى الكاميرا فقط ، وسيساعد على القبض على العديد من محترفى الإجرام خاصة مزورى وثائق السفر ، والعائدون إلى المملكة بجوازات سفر أخرى بالرغم من منعهم من الدخول إلى المملكة.
[24] ويستخدم في التصوير كاميرا متخصصة يقف إمامها الشخص على بعد 8 إلى 30 قدماً بحسب قوة الإضاءة ونوع العدسة . . وترسم هذه الكاميرا خريطة واضحة للحدقة بداية من الحروف الخارجية للحدقة والتي تفصلها عن البؤرة ثم تنتقل تدريجيا إلى المميزات الداخلية . طبقت هذه التكنولوجيا في البنوك منذ عام 97 في انجلترا ،اليابان ،أمريكا وألمانيا وبدأت المطارات أيضا في تطبيقها على موظفيها ومسافر الدائمين منذ ذلك الحين وهناك تجارب أولية في استخدامها في صفقات تجارية ، وفى التصويب ،وفى الطب الشرعي ،ومعامل البحوث وغيرها . كما إن هناك برامج وليدة طبقت بالفعل في عدة دول مثل أمستردام وأيسلندا وباكستان وسنغافورة.
حتى الآن تعد تكنولوجيا المسح الحدقي باهظة الأثمان إلا أنها تقل في أسعار أجهزتها وأحجامها يوما بعد يوم ... كما انه من المتوقع أن يرتفع سوقها من 1602 مليون دولار في 2002م إلى210.2 مليون دولار في 2007 . وعامة فانه من المتوقع مساهمتها في القياسات الحيوية بـ 5 % .وُتعد الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول استخداماً له ، حيث تطبقه في 17 مطاراً جوياً وبرياً وبحرياً ويستخدم هذا النظام مع 7 آلاف مسافر يومياً وفى هذا العالم المتصارع اللاهث وراء أمنه.
[25] وفي مطار بوسطن على سبيل المثال ، يقوم الآن العاملون والركاب بتسجيل بياناتهم وبصمات حدقاتهم.. وان مطار بوش ولويزيانا يمران بتجربة لمدة 90 يوماً بتكلفة تقدر بـ 5 ملايين دولار لتطبيق هذه التكنولوجيا ، كما تستعد خمسة مطارات إنجليزية في خطة خماسية لإدخال "بصمة الحدقة " إلى "أنظمة الهجرة " في بلد يمر خلال مطاراته 90 مليون شخص سنوياً.
[26] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص343.
[27] ولقد اخترعت تليفونات محمولة لا تعمل إلا من خلال نبرات صوت صاحبها ولا تعمل مع آخرين وان كانت هذه ميزة وحماية لصاحب الصوت ويقال " إنها قد تكون نقمة عند مرض صاحب البصمة الصوتية بمرض يمنع ظهور صوته ".
[28] النمل: آية 18.
[29] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص347 .
[30] عادل عيسى الطوسى ، بصمة الصوت وسماتها واستخداماتها ، المجلة العربية للدراسات الأمني والتدريب ، العدد 11 ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ، رجب 1417هـ ، ص78.
[31] محمد صالح عثمان ، بصمة الصوت ، مجلة الأمن العام ، العدد 58 ، يوليو 1972م ، ص108 وما بعدها ، محمد الأمين البشرى ، التحقيق الجنائى المتكامل ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ، 1419هـ ، ص230.
[32] أ.أسامة الصغير ، البصمات وسائل فحصها وحجيتها فى الإثبات الجنائى ، دار الفكر والقانون بالمنصورة ، 2007م ، ص55 وما بعدها ، د.محمد توفيق محمد ، الدليل المادى المنتظر ، بصمة الصوت ، مجلة الشرطة ، الشارقة ، العدد 12 ، السنة 9 ، ذو الحجة 1417هـ ، ص43،42. __________
___تمهيد وتقسيم :
أحدث اكتشاف علم البصمات ثورة علمية فى مجال وسائل الكشف عن الجريمة ، وقد اعترفت معظم التشريعات الوضعية فى العالم ببصمات الأصابع كدليل لا يحمل الشك أو التاويل ، إلا أن هناك من البصمات ما تتجاوز بصمة الأصابع ، كبصمة العين وبصمة الصوت وبصمة الأذن وبصمة الرائحة وما إلى ذلك[1].
ونظراً لأن الإنسان في حقيقته مجموعة من البصمات والإنفرادات التي ُتميزه عن غيره ، وهذه البصمات والعلامات الكثيرة ، يكفى واحدة منها لتميزه عن غيره ، فقد كان لزاماً ونحن بصدد الحديث عن البصمة الوراثية أن نعرض لبعض بصمات الإنسان التي ُخِلقت معه وسُتدفن معه ، والله عز وجل هو القادر وحده على إعادتها إليه بعد أن يكون قد بلى وأصبح تراباً تذوره الرياح[2].
وقد انتهى العلم في هذا الصدد إلى ما ُيسمى باسم " هندسة اليد " للتعرف على الهوية ، حيث يتم إدخال اليد في جهاز يقيس الأصابع وكف اليد بدقة ، لان كف كل شخص له سماته الخاصة وهى أشبه بسمات الأصابع مع التعرف على الأوردة خلف راحة اليد. وهى دلائل تأكيدية لبصمة اليد والأصابع.
كما أن التوقيع على الأوراق والمستندات والشيكات له سماته الشكلية والهندسة المميزة ، لا سيما وأن بصمة توقيع الإنسان لا يتعرف عليها من خلال الشكل الظاهري لها فقط ، لوجود أجهزة تتعرف على التوقيع وشكله وطريقة ووقت ونقاط الكتابة وسرعة القلم[3].
والآن يوجد التوقيع الرقمي " الالكتروني " حيث يوقع الشخص فوق قرص رقمي أو باستعمال قلم خاص ، ويمكن التوقيع على الانترنت على الوثائق أو العقود[4].
إضافة إلى ذلك فإن لكل شخص طريقته التى تميزه فى السير ويمكن تفحص ذلك من خلال التصوير بالفيديو أو قياس ذبذبات الأرض أثناء المشي للتعرف على هوية الشخص ، وهذا علم كان لدى العرب يسمونه " بالقيافة ".
والآن تجرى الأبحاث للتعرف على سمات الأشخاص من خلال سمات الوجه ففي المطارات سوف يخضع المشتبه بهم لأجهزة التعرف على ملامح وجوههم ، وهناك أجهزة تصور المتواجدين بصالات المطارات للتعرف على المجرمين المسجلين من خلال أنوفهم وعيونهم وأفواههم وهذه ملامح لا تتغير مع الوقت أو بالسن.
كما يتم تحليل صورة الوجه من خلال فحص حوالي 50 نقطة حول الأنف والفم والحاجبين وبعض أجزاء الوجه ، ويرصد الجهاز المصور الشخص من حركة رأسه ، إلا إن التوائم المتطابقة والأشخاص الذين يطلقون لحاهم أو يزداد وزنهم يشكلون عائقاً للكشف عن شخصياتهم ، وفى ماليزيا والعديد من الدول يتم تصوير كل شخص عند تسليمه حقائبه بالمطارات.
ولما كانت البصمات بصفة عامة ، وبصمات الأصابع بصفة خاصة قد مرت بمراحل متعددة استغرقت سنوات طويلة من الفحص والدراسة ، حتى وصلت إلى ما هى عليه الآن من مكانة عالية فى مجال الإثبات الجنائى ، لذلك كان لا بد لهذه الأنواع الأخرى من بصمات غير الأصابع أن تجتاز هى الأخرى مثل هذه المراحل الزمنية للحكم عليها ، كى تصبح من الأدلة المادية ذات المكانة العلمية المعترف بها قانوناً وفقهاً وقضاءً.
وسوف نبين لمحة مختصرة عن أنواع البصمات الأخرى المختلفة للإنسان فى سبعة فروع ، فى الفرع الأول نتناول بصمة البنان ، وفى الفرع الثانى بصمة الرائحة ، وفى الفرع الثالث بصمة الشفاة ، وفى الفرع الرابع بصمة العرق ، وفى الفرع الخامس الشعر والأذن ، وفى الفرع السادس بصمة العين ، وأخيراً فى الفرع السابع بصمة الصوت.
الفرع الأول
بصـمة البنــان
عرف الصينيون واليابانيون بصمة الإصبع منذ ثلاثة آلاف سنة فى ختم العقود والمواثيق ، وقد أشار القرآن الكريم إلى حقيقة الإختلاف بين البشر فى بصمات الأصابع ، فالبنان هو نهاية الإصبع ، وقد قال الله تعالى: " أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ " [5].
وقد توصَّل العلم إلى سر البصمة في القرن التاسع عشر، وبيّن أن البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات ، وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية ، وتتمادى هذه الخطوط وتتلوَّى وتتفرَّع عنها فروع ، لتأخذ في النهاية في كل شخص شكلاً مميزاً[6].
كما ثبت أنه لا ُيمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة ، ويتمّ تكوين البنان في الجنين في الشهر الرابع ، وتظل البصمة ثابتة ومميزة له طيلة حياته ، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقاربًا ملحوظًا ، ولكنهما لا تتطابقان أبدًا ؛ ولذلك فإن البصمة تعد دليلاً قاطعًا ومميزًا لشخصية الإنسان ومعمولاً به في كل بلاد العالم ، ويعتمد عليها القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص. وقد يكون هذا هو السر الذي خصص الله - تبارك وتعالى- من أجله البنان ، وفي ذلك يقول العلماء : " لقد ذكر الله البنان لتذكيرنا إلى عظيم ُقدرته حيث أودع سرًّا عجيبًا في أطراف الأصابع ، وهو ما نسميه بالبصمة "[7].
الفرع الثانى
بصمة الرائحة
لكل إنسان بصمة لرائحته المميزة التي ينفرد بها وحده دون سائر البشر أجمعين والآية تدل على ذلك قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ) [8] ، إننا نجد في هذه الآية تأكيداً لبصمة رائحة سيدنا يوسف عليه السلام التي ُتميِّزه عن كل البشر، وقد استغلت هذه الصفة المميزة أو البصمة في تتبع آثار أي شخص معين ، وذلك باستغلال بعض أنواع من الكلاب البوليسية المدربة لشم الأثر المادى الذى يتركه الجانى بمحل الحادث[9].
أما عن الأساس العملى الذى ُيمكن رد بصمة الرائحة إليه ، فهو أن الإحساس بالروائح يأتى عن طريق حاسة الشم ، لأنها تنتقل فى صورة أبخرة ، ومن الحقائق الثابتة أن الأبخرة التى تنبعث من شيىء ما تتألف من جملة مكونات مختلفة تتنوع باختلاف مصادرها.
كما أنه من الثابت علمياً أن أسطح الأشياء هى بطبيعتها حقل خصب لنمو الكائنات الدقيقة التى تتغذى على الماء والشوائب العالقة بالهواء ، وكذلك على المواد العضوية التى تدخل فى تركيب هذه الأسطح ، وأن ما يميز هذه الكائنات الدقيقة يرجع إلى السطح الذى تعيش عليه ، وإلى البيئة المحيطة بهذا السطح ، وتعد الروائح المنبعثة من الناس والعرق من أوضح الأمثلة على ضرورة توافر الكائنات الدقيقة والشوائب العالقة بالهواء الجوى لكى تتوافر هذه الروائح[10].
كما تم تصميم أجهزة للاستعاضة بها عن أسلوب الكلاب البوليسية التقليدى ، حيث إن الأبخرة المنبعثة من الأجسام لا تتلاشى إلا بمرور فترة طويلة قد تمتد إلى بضعة أشهر[11].
الفرع الثالث
بصمة الشفاه
ثبت علمياً أن لبصمة الشفاه صفة مميزة لدرجة أنه لا يتفق فيها اثنان في العالم [12]، وتؤخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز به حبر غير مرئي حيث يضغط بالجهاز على شفتى الشخص بعد أن يوضع عليها ورقة من النوع الحساس فتطبع عليها بصمة الشفاه ، وقد بلغت الدقة في هذا الخصوص إلى إمكانية أخذ بصمة الشفاه حتى من على ُعقب السيجارة ، كما ثبت كذلك أن بصمات الشفاه لا تتغير مع تقدم السن[13].
وقد دلت مراقبة بصمات الشفاه لدى التوائم بأنها تكون دائماً قريبة التشابه إلى أقصى حد ممكن ، وأن خواصها موروثة عن طريق الأب أو الأم[14].
الفرع الرابع
بصــمة العـــرق
أمكن تحليل عرق الأشخاص بواسطة التحليل الطيفى للتعرف على عناصره ، حيث ثبت أن لكل شخص بصمة عرق خاصة به تميزه ، وُتعد رائحة العرق أحد الشواهد في مكان الجريمة ، لهذا تستخدم الكلاب البوليسية في شمها والتعرف على المجرم من رائحته الموجودة على مسرح الجريمة ، كما تعتبر بصمة العرق هامة جداً في التعرف على بصمات الأصابع المستخدمة في العديد من التطبيقات الأمنية ، ورفع كفاءة هذه النظم إلى مستويات عالية[15].
ويعتمد العلماء في المجال الامنى والجنائي على قراءة بصمات الأصابع والتي يمكن خداعها من خلال إخفاء هذه البصمات باستخدام المادة الملونة التي يستخدمها الأطفال في عمل أشكال ونماذج الألعاب أو باستخدام الجيلاتين أو ارتداء قفاز بلاستيكي يأخذ شكل اليدين، ولذلك فقد قام الباحثون بتزويد هذه البرامج بشفرة تبحث عن وجود بصمة للعرق الذي يفرزه الجسم فانخفضت احتمالات خداعها إلى 10% فقط بدلا من 90%[16].
وقد أضاف الدكتور " ستيفانى شاكرز " بجامعة كلارك سون بتطوير جزء إضافى يلحق ببرامج قراءة البصمات ومهمته اكتشاف بصمة العرق من خلال تتبع مسار الرشح عند قراءة صورة بصمات الأصابع وهو ما لا يحدث في أصابع الموتى[17].
الفرع الخامس
بصمة الأذن والشعر
يولد الإنسان وينمو وكل ما فيه يتغير إلا بصمة أذنه ، فهي البصمة الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادته وحتى مماته[18]، ولذك كان لبصمة الأذن أهمية كبيرة ، حتى أن علماء بريطانيين طوروا نظام كومبيوتر يسمح بالتعرف على بصمة الأذن بالسهولة نفسها[19].
كما قرر العلماء " أنهم عادوا لهذا الأسلوب أساساً لتسريع وتحديث الأمر بدرجة كبيرة " ، عندما أنتجوا نظام كومبيوتر للتعرف على بصمة الأذن إلى جانب ُنظم التعرف على بصمة الأصابع ، وبدلاً من مضاهاة صور الآذان بشكل يدوى ، فقد تم توفير نظام ُيمَكِّن المحققون من البحث في قاعدة معلومات خاصة ببصمات الآذان ، حيث أوضح هؤلاء الباحثون أنه من السهل أخذ بصمات الأذنين ، لأن المجرمين يرتدون القفازات عادة ، لكنهم لا يغطون آذانهم بل ويستخدمونها للتجسس أو للاستماع من خلال وضعها على الباب أو النافذة قبل محاولة فتحها ، وكما قيل لا توجد أذنان متشابهتان[20].
أما بصمة الشعر فهي من العناصر الفعالة في عمل البصمة الوراثية ، كما أنها تميز الإنسان بدون عمل البصمة الوراثية حيث يعتبر الشعر من الأدلة القوية ، سيما وأنه لا يتعرض للتلف مع الوقت ، فيمكن من خلاله التعرف على هوية الضحية أو المجرم ، وقد أخذ دليل بصمة الشعر أمام المحاكم عام 1950م[21].
وتوضع عينة الشعر في قلب مفاعل نووي ليطلق النيترونات عليها فتتحول كل العناصر النادرة بالشعر إلى مواد مشعة حتى ولو كانت نسبة المادة جزءاً من بليون جزء من الجرام ، وفى كل شعرة يوجد 14 عنصراً نادراً ، وواحد من بين بليون شخص يتقاسم تسعة عناصر من هذه العناصر.ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ما زالت الجهود فى هذا المجال مستمرة ومتصلة من علماء تحقيق الشخصية والتشريح لإجراء الدراسات والبحوث العلمية والفنية لبحث مدى امكانية الاستفادة من هذه البصمات فى المجالات المختلفة خاصة فى مجال التحقيق والبحث الجنائى[22].
الفرع السادس
بصمة العين
هى بصمة ابتكرتها إحدى الشركات الأمريكية لصناعة الأجهزة الطبية ، وقد أكدت الشركة أنه لا توجد عينان متشابهتان في كل شيء ، حيث يتم أخذ بصمة العين عن طريق النظر في عدسة الجهاز الذي يقوم بدوره بالتقاط صورة لشبكية العين ، وعند الاشتباه في أي شخص يتم الضغط على زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصورة المختزنة في ذاكرة الجهاز، ولا يزيد وقت هذه العملية على ثانية ونصف فقط[23].
وُيطلق على هذه التقنية "المسح الحدقي " iris scan " فهو عملية تبين فيها المميزات الخاصة بحدقة كل إنسان من أجل التعرف على شخصيته ، وتبدأ الخطوات بتصوير العين بالفيديو ، ثم تحويل ما يقرب من 266 ميزة خاصة بالحدقة من بقع وهالات ودوائر وتجاويف وغيرها إلى شفرة رقمية بقوة 512 بايت ( باستخدام علم اللوغاريتمات )[24].
ويتجه العالم الآن إلى استخدام " بصمة الحدقة " في جميع مؤسساته من بنوك ووزارات ومطارات بل وفى السجون العمومية[25].
فالمسح الحدقي يتميز عن غيره من الوسائل بعدم وجود حدقتين متشابهتين في حدق البشر حتى في التوائم المتماثلة ، بل إن الحدقة اليمنى ذاتها مختلفة عن اليسرى في الشخص الواحد ، بالإضافة إلى أن رسم الحدقة ثابت طوال العمر ، حيث يتكون رسمه بعد 6 أشهر من الولادة ويثبت بعد سنة من العمر ويستمر في ثباته حتى الوفاة.
إضافة إلى ما سبق فإن التعرف على البصمة الحدقية للشخص لا يأخذ إلا ثواني معدودة ، حيث أن تسجيل البصمة لأول مرة لا يأخذ أكثر من ثلاث دقائق ، والنظارات والعدسات اللاصقة حتى الملونة منها لا تؤثر على المسح ، وهذه العملية لا تحتاج إلى التصاق مباشر بالكاميرا ، فلا تحتاج سوى بعض التعاون من الشخص فالإحصائيات تقول إنه يوجد " واحد " من كل " ثمانية " أشخاص شعر ببعض القلق البسيط عندما تعامل مع الجهاز لأول مرة فقط ، ومن المتوقع أن يكون لهذا الجهاز دور كبير فى المجالات الطبية بجانب تحقيق شخصية الأفراد ، كذلك فى أعمال المؤسسات المصرفية والعسكرية والأماكن المحظور دخولها إلا لأشخاص معينين ، خاصة إن لهذا الجهاز ذاكرة تتسع لصور (1200) شبكية للعين[26].
وعلى الرغم من ذلك لم يتم استخدام بصمة العين كدليل يعتمد عليه فى الاثبات أو فى الكشف عن الجرائم ، لذلك فليست لها حجية فى القانون المصرى أو القانون المقارن.
الفرع السابع
بصمة الصوت
تعتمد هذه التقنية على الأحبال الصوتية وتجويف الأنف والفم ، حيث يتحكم فيها نبرات وطبقات الصوت والتي لا يمكن تقليدها ، وهذه التقنية شائعة في البيوت بأمريكا ، فعندما يتكلم الشخص بكلمة معينة يفتح له الباب أتوماتيكياً ، لأن الجهاز يتعرف على نبرات صوته ويسجلها بذبذبة ترددية واحد على ألف من الثانية[27].
ويحدث الصوت في الإنسان نتيجة اهتزاز الأوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضلات المجاورة التي تحيط بها " تسعة " غضاريف صغيرة تشترك جميعاً مع الشفاه واللسان والحنجرة لتُخرج نبرة صوتية ُتميز الإنسان عن غيرة وفي الآيـة الكريمة " حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " [28] ، فقد جعل الله بصمة صوت سيدنا سليمان ُمميزة لتتعرف عليه النملة وتميزه ، كذلك جعل الله لكل إنسان نبرة أو بصمة صوته المميزة ، وقد استغل البحث الجنائي هذه البصمة في تحقيق شخصية الإنسان ، حيث يمكنهم تحديد المتحدث حتى ولو نطق بكلمة واحدة ، ويتم ذلك بتـحويل رنين صـوته إلي ذبـذبات مـرئية بـواسطة جـهاز تحليل الصوت " الإسكتروجرالف "[29].
والهدف من اكتشاف هذه التقنية حماية صاحب البصمة عند التسوق بواسطة الهاتف ، فإن العامل أو جهاز التسجيل يتلقي رقم البطاقة الائتمانية والمعلومات حول التحقق من الشخصية ، وهذه المعلومات ُيمكن إستغلالها في السطو علي حساب الشخص في البنك وسحب أموال علي بطاقته دون علمه ، لذلك أضيفت بصمة الصوت عن طريق جهاز خاص ، فلا يمكن لأي شخص لديه هذه المعلومات سحب أي أموال[30].
وتستخدم تلك التقنية الآن العديد من البنوك في أوربا حيث ُيخصص لبعض العملاء خزائن لا ُتفتح إلا ببصمة الصوت[31].
وتعتمد مشروعية الإسناد فى نسبة الصوت المسجل إلى مصدره على عنصرين : الأول عنصر إجرائى والثانى : عنصر فنى ، أما العنصر الاجرائى فيتمثل فى صحة الإجراءات التى اتخذت بشأنه وفق القواعد الاجرائية التى تحكمه ، وأهمها صدور الاذن بتسجيل الاحاديث الخاصة من السلطة القضائية المختصة ، أما عن العنصر الفنى فيكون عن طريق سماع الصوت من قبل خبير النطق ، حيث يلعب هذا النوع من الفحص دوراً حاسماً فى تقرير حجية الإسناد ومرتبته جنباً إلى جنب مع الفحص الفيزيائى كوحدة واحدة متكاملة[32].
[1] والبصمات ما هى إلا طبعات للخطوط الحلمية البارزة التى توجد بالبشرة ، وتظهر أشكال هذه الخطوط نتيجة لوجود أقنية بينها وحى الخطوط الحلمية الغائرة ، د.محمد طه الطويل ، البصمات والعوامل المؤثرة فى حجيتها ، مجلة الأمن العام ، العدد 57 ، السنة 15 ، 15 ابريل 1972م ، ص131.
[2] د.عباس أحمد الباز ، بصمات غير الأصابع وحجيتها فى الإثبات والقضاء ، بحث ُقدم فى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون الذى عقد بالامارات بكلية الشريعة والقانون فى الفترة من 5-7 مايو 2002م، المجلد الثانى ، ص 749 وما بعدها.
[3] أول من استخدم البصمات فى التحقيقات الجنائية الصينيون ، ولم تكن فى ذلك الوقت منية على دراسة علمية ، وفى عام 1858 تعددت الدراسات والبحوث فى علم البصمات ، وتطورت مع مرور الزمن حتى ظهرت للوجود ، وأثبتت نجاحاً باهراً فى مجال التحقيق الجنائى.د.إبراهيم بن ناصر الحمود ، العلامات الوراثية وحجيتها فى الإثبات ، المرجع السابق ، ص20.
[4] وقد صدر فى مصر قانون التوقيع الإليكترونى رقم 15 لسنة 2004م منظماً لهذه المسألة.
[5] القيامة ، الآية 3 ، 4 .
[6] د.أحمد محمد عوف ، مقال منشور فى مجلة العلم الصادرة عن أكاديمية البحث العلمى ،العدد 299 ، القاهرة ، أغسطس 2001م ، ص10.
[7] د.عباس أحمد الباز ، بصمات غير الأصابع وحجيتها فى الإثبات والقضاء ، بحث قدم إلى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ، جـ2 ، ص786.
شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ، تاريخ الدخول على الموقع 21/7/2007م.
[8] سورة يوسف ، الآية 94.
[9] مدحت الجريشى ، تصحيح بعض المفاهيم حول الاستعانة بالكلاب فى الشرطة ، مجلة الأمن العام ، العدد 170 السنة 42 ، يوليو 2000م ، ص128 ، د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، رسالة دكتوراة ، أكاديمية الشرطة ، سنة 1991م ، ص373.
[10] د.محمد حازم سليم ، الرائحة والكشف عن الجريمة ، مجلة الأمن العام ، العدد 43 ، سنة 1986م، ص116.
[11] د.عدنان عبد الحميد زيدان ، ضمانات المتهم والأساليب الحديثة للكشف عن الجريمة ، رسالة دكتوراة ، جامعة عين شمس ، سنة 1983م ، ص39.
[12] د.محمد توفيق محمد ، بصمات الشفاه ، مجلة الشرطة ، العدد العاشر ، الشارقة ، شوال 1417هـ ، ص37،36.
[13] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص359.
[14] وفى بحث تقدمت به باحثتان مصريتان فى المؤتمر الأول للعلوم الطبية الشرعية بمصر سنة 1988م، أكدتا فيه أنهما أجريتا بحثهما على ألف مواطن من الإناث والذكور فى ثلاثة محافظات هى الدقهلية والغربية والمنوفية ، وقد أثبتت النتائج التى توصلتا إليها أن بصمات الشفاه تعتبر أحدث الطرق فى التعرف على مرتكبى الجرائم ، كما أكدتا أيضاً أنه لا يتفق شخصان مهما كانت درجة قرابتهما فى تماثل بصمات الشفاه ، وأن عدد الحزوز فى الشفة العيا أكثر منها فى الشفة السفلى ، وهى فى الذكور أكثر من الإناث ، وأضافتا أيضاً أنه بجانب أهمية بصمات الشفاه فى مجال البحث الجنائى يجرى الآن تشخيص نماذج من بصمات الشفاه من جهة وحدوث بعض الأمراض من جهة أخرى.د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرحع السابق ، ص362.
[15] د.عمر الشيخ الأصم ، التحليل البيولوجى للجينات البشرية وحجيته فى الإثبات ، بحث مقدم إلى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ، كلية الشريعة والقانون بالامارات ، 5-7 مايو 2002م ، المجلد الرابع ، ص1648وما بعدها.
[16] د.مصطفى محمد الدغيدى ، التحريات والإثبات الجنائى ، الطبعة الثالثة ، بدون دار نشر ، بدون سنة نشر ، ص158وما بعدها.
[17] جريدة الأهرام ، السنة 130 – العدد 43506 ، ( لغة العصر – الكومبيوتر والألعاب )، 17 من ذي الحجة 1426هـ الموافق 17يناير 2006م ، ص23.
[18] توفيق عبد السلام ، الأذن وسيلة لتحقيق الشخصية ، مجلة الأمن العام – العدد 50 – يوليو 1970م، ص155.
[19] د.عمر الشيخ الأصم ، التحليل البيولوجى للجينات البشرية وحجيته فى الإثبات ، المرجع السابق ، ص1646وما بعدها.
[20] استعانت الشرطة فى كندا بإثنين من خبراء تحقيق الشخصية لمعاينة حادث إقتحام بعض اللصوص لأحد النوادى ومحاولة كسر خزينة النادى ، حيث فشلوا فى فتحها مكتفين بسرقة بعض السجائر والأشياء غير الثمينة من داخل النادى ثم انصرفوا بعد ذلك.قام الخبراء الفنيين باتخاذ الخطوات التقليدية لرفع البصمات من السطح المعدنى للخزينة ، إلا أنهم اكتشفوا أن اللصين كان يتمتعان بالحرص حيث أنهما استخدما قفازات ، إلا أنهم عثروا بدلاً من ذلك على طبعة أذن يبدوا أن أحد الجناة كان يتصنت – حال فتح الخزينة – على صوت قفل الخزينة ، وقد تم تصوير بصمة هذه الأذن وأحتفظت بها الأجهزة الشرطية المعنية بغرض الاستعانة بها فيما بعد لإجراء المضاهاة إن أمكن تحقيق ذلك فى المستقبل ، ثم ضبط أحد المشتبه فيهم ، وكانت آثار حذائه ممائلة لآثار حذاء عثر عليها فى محل الحادث ، كما عثر فى جيبه على بعض السجائر المسروقة ، وقد أصر المتهم على الإنكار مما أضطر المحقق معه إلى مضاهاة بصمة أذنيه اليمنى واليسرى بالبصمة المرفوعة من محل الحادث ، فانطبقت إحداها عليه ، وبمواجهة المشتبه فيه بذلك انهار واعترف بارتكابه هذه الجريمة وبخمس جرائم أخرى ، وبذلك دخلت بصمة الأذن عالم البصمات لأول مرة".بصمة الأذن – مجلة الشرطة المصرية – العدد الثانى – مارس 1979م – ص43.
[21] د.محمد توفيق محمد ، بمسرح الجريمة شعرة واحدة هل تكفى ، مجلة الشرطة ، الامارات العربية المتحدة ، الشارقة ، العدد 7 ، 1417هـ ، ص41،40.
[22] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص355 ، د.مصطفى عبد اللطيف كامل ، فحص الشعر فى الأدلة الجنائية ، مجلة الأمن العام والقانون ، كلية شرطة دبى ، السنة الثانية ، العدد الأول ، يناير 1994م ، ص218-251 ، د.أحمد أبو القاسم ، الدليل المادى ودوره فى الإثبات الجنائى الإسلامى ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1991م ، ص375.
[23] بدأت المملكة العربية السعودية فى إعداد قاعدة بيانات عن طريق بصمة العين ، وقد حدث ذلك مع الباحث أثناء دخوله لمطار الملك عبد العزيز الدولى بجدة فى 11/4/2008م ، حيث طلب موظف الجوازات بالمطار أن يضع الباحث يده على جهاز للبصمة ، ثم باستخدام كاميرا معينة تم أخذ بصمة العين للباحث ، وبالاستفسار من القائم بتلك العملية أفاد بأن هذا النظام سيُمكن وزارة الداخلية وخاصة فى الموانى والمطارات من التعرف على بيانات الشخص خاصة المقيمين والمستثمرين - بالإضافة إلى أفواج الحجيج والمعتمرين – بمجرد النظر إلى الكاميرا فقط ، وسيساعد على القبض على العديد من محترفى الإجرام خاصة مزورى وثائق السفر ، والعائدون إلى المملكة بجوازات سفر أخرى بالرغم من منعهم من الدخول إلى المملكة.
[24] ويستخدم في التصوير كاميرا متخصصة يقف إمامها الشخص على بعد 8 إلى 30 قدماً بحسب قوة الإضاءة ونوع العدسة . . وترسم هذه الكاميرا خريطة واضحة للحدقة بداية من الحروف الخارجية للحدقة والتي تفصلها عن البؤرة ثم تنتقل تدريجيا إلى المميزات الداخلية . طبقت هذه التكنولوجيا في البنوك منذ عام 97 في انجلترا ،اليابان ،أمريكا وألمانيا وبدأت المطارات أيضا في تطبيقها على موظفيها ومسافر الدائمين منذ ذلك الحين وهناك تجارب أولية في استخدامها في صفقات تجارية ، وفى التصويب ،وفى الطب الشرعي ،ومعامل البحوث وغيرها . كما إن هناك برامج وليدة طبقت بالفعل في عدة دول مثل أمستردام وأيسلندا وباكستان وسنغافورة.
حتى الآن تعد تكنولوجيا المسح الحدقي باهظة الأثمان إلا أنها تقل في أسعار أجهزتها وأحجامها يوما بعد يوم ... كما انه من المتوقع أن يرتفع سوقها من 1602 مليون دولار في 2002م إلى210.2 مليون دولار في 2007 . وعامة فانه من المتوقع مساهمتها في القياسات الحيوية بـ 5 % .وُتعد الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول استخداماً له ، حيث تطبقه في 17 مطاراً جوياً وبرياً وبحرياً ويستخدم هذا النظام مع 7 آلاف مسافر يومياً وفى هذا العالم المتصارع اللاهث وراء أمنه.
[25] وفي مطار بوسطن على سبيل المثال ، يقوم الآن العاملون والركاب بتسجيل بياناتهم وبصمات حدقاتهم.. وان مطار بوش ولويزيانا يمران بتجربة لمدة 90 يوماً بتكلفة تقدر بـ 5 ملايين دولار لتطبيق هذه التكنولوجيا ، كما تستعد خمسة مطارات إنجليزية في خطة خماسية لإدخال "بصمة الحدقة " إلى "أنظمة الهجرة " في بلد يمر خلال مطاراته 90 مليون شخص سنوياً.
[26] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص343.
[27] ولقد اخترعت تليفونات محمولة لا تعمل إلا من خلال نبرات صوت صاحبها ولا تعمل مع آخرين وان كانت هذه ميزة وحماية لصاحب الصوت ويقال " إنها قد تكون نقمة عند مرض صاحب البصمة الصوتية بمرض يمنع ظهور صوته ".
[28] النمل: آية 18.
[29] د.محمود محمد محمود ، الأسس العلمية والتطبيقية للبصمات ، المرجع السابق ، ص347 .
[30] عادل عيسى الطوسى ، بصمة الصوت وسماتها واستخداماتها ، المجلة العربية للدراسات الأمني والتدريب ، العدد 11 ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ، رجب 1417هـ ، ص78.
[31] محمد صالح عثمان ، بصمة الصوت ، مجلة الأمن العام ، العدد 58 ، يوليو 1972م ، ص108 وما بعدها ، محمد الأمين البشرى ، التحقيق الجنائى المتكامل ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ، 1419هـ ، ص230.
[32] أ.أسامة الصغير ، البصمات وسائل فحصها وحجيتها فى الإثبات الجنائى ، دار الفكر والقانون بالمنصورة ، 2007م ، ص55 وما بعدها ، د.محمد توفيق محمد ، الدليل المادى المنتظر ، بصمة الصوت ، مجلة الشرطة ، الشارقة ، العدد 12 ، السنة 9 ، ذو الحجة 1417هـ ، ص43،42. __________